style="display:inline-block;width:728px;height:90px"
data-ad-client="ca-pub-4315877342558951"
data-ad-slot="2543981225">



Home » » قلّة الحركة والعادات الغذائية السيئة وراءه:السمنة... مرض صامت... لكنه قاتل

قلّة الحركة والعادات الغذائية السيئة وراءه:السمنة... مرض صامت... لكنه قاتل

فقدت عدّة عائلات في تونس أفرادا مقربين، و وفاة هؤلاء لم تكن جرّاء مرض عضال ألمّ بهم أو مرض خبيث لا قدرة لنا على علاجه بل بسبب مرض العصر ألا وهو «السمنة» المفرطة.
فهذا المرض الصامت الذي قد نجده في أي بيت بات في ظل نمط الحياة العصرية وخاصة مع ظهور أكلات جديدة وأنظمة تغذية أقرت الابحاث الطبية انها غير صحية وتخلف العديد من الأمراض يهدد أطفالنا ونساءنا وشيوخنا.
وقد سجلت بلادنا ولازالت بعض الأرقام المفزعة في السمنة المفرطة وصلت الى 200 و300 كلغ وحتى أكثر وهي نسب يقول الاطباء انها قد تخلف امراضا مزمنة بل وقد تؤدي احيانا الى الموت.
«التونسية» إتصلت بمرشدة إجتماعية وممثلين عن بعض الجمعيات المختصة ووقفت على حالات يعاني اصحابها من داء العصر الى جانب حالات وفايات في تونس بسبب «السمنة» كما التقت «التونسية» الطاهر الغربي أخصائي من معهد التغذية فكان التحقيق التالي:
لقاؤنا الأول كان مع السيدة «بلسم زمنطر» رئيسة جمعية مساعدة عميقي الإعاقة بالبيت، التي كشفت لـ «التونسية» ان الجمعية أشرفت على عديد الحالات تسببت السمنة في عجزهم عن الحراك والتنقل وان هناك من توفي جراء «السمنة».
ومن بين الحالات تستعرض السيدة «بلسم» حكاية إمرأة من منطقة «السعيدية» بباردو، قالت إنها توفيت منذ بضعة أشهر جراء «السمنة» مضيفة ان هذه السيدة عمرها لا يتجاوز الـ48 سنة وهي «عزباء» وكانت ضخمة جدا، ولأن وزنها يفوق ال200 كلغ فقد كانت تعجز عن التحرك وكانت تشعر أنها عالة على أسرتها خاصة وانها كانت تعجز عن الجلوس في كرسي وقالت:»لكي تجلس يجب وضع كرسيين فالكرسي الواحد لا يستع لها، ولا يمكنها الجلوس كذلك على الكرسي المتحرك».
مضيفة ان عملية نقلها من مكان إلى آخر كانت صعبة للغاية وتتطلب شخصين قويين.
وأكدت محدثتنا ان هناك إمرأة توفيت منذ بضعة سنوات في سوسة وكان عمرها 75 سنة تجاوز 140 كلغ ،ولأنها كانت قصيرة القامة فإن وزنها مقارنة بطولها كان كبيرا جدا وهو ما تسبب لها في عدة امراض كالقلب والسكري و«الكوليسترول»وقالت أن هذه السيدة والتي كانوا يلقبونها بأمي «عيشة» كانت تعمل طباخة في الأعراس ثم بدأت تسمن وتسمن إلى درجة انها أصبحت مقعدة وغير قادرة على التحرك ،مضيفة انها كانت تقطن في «حومة عربي» ولا يمكن لسيارة الجمعية الدخول إلى الزقاق لنقلها ،وبالتالي فإن الطبيب المكلف بفحصها يذهب إليها إلى البيت وكذلك الشخص المكلف بإجراء التحاليل لأن نقل «أمّي عيشة» رحمها الله كان صعبا او شبه مستحيل.
وأضافت محدثتنا أن هذه السيدة كانت تعيش بمفردها وان زوجها توفي وانها لم تنجب أولادا وانه نظرا لسمنتها لم يكن بامكانها التوجه الى «العطّار» أو التبضّع من أي مكان وكان الأجوار هم الذين يسهرون على مساعدتها .
وأكدت «زمنطر» ان هذه السيدة كانت تضطر إلى الزحف لتتنقل من مكان إلى آخر وان معاناتها كانت تتعمق في فصل الشتاء وانها توفيت جراء ضيق في التنفس.
لحافان لخياطة «جبة»؟
ومن بين الحالات التي زارتها جمعية مساعدة عميقي الإعاقة بالبيت ، سيدة من «جبل الجلود» عمرها 38 سنة أكدت محدثتنا ان من يراها لأول مرة يذهب في ظنه انها في الـ65 من العمر الى درجة انها سألتها عندما التقتها لاول مرة هل فعلا الصورة الموجودة ببطاقة تعريفها هي لها؟.
وقالت محدثتنا ان هذه السيدة توفيت كذلك جراء السمنة، وان الأمر وصل ذات مرة الى وضع لحافين لخياطة «جبة» لها لأن جميع القياسات كانت لا تتلاءم وجسمها معتبرة أن من بين أبرز المشاكل التي يواجهها أصحاب الوزن الكبير هي العثور على الملابس.
مضيفة ان هذه السيدة كان لا يمكنها دخول بيت الراحة بسبب وزنها المفرط وهوما جعلها تكتفي بوضع «إناء» بجوارها لقضاء حاجاتها البشرية وحتى الكرسي تم صنعه خصيصا لتجلس عليه .
سمنة طفل وراء مرض والدته؟
وكشفت السيدة «بلسم» ان حالات السمنة المفرطة في تونس ليست حكرا على النساء والرجال بل انّ بعض الأدوية التي يتلقاها بعض الأطفال المرضى مثلا بمرض التوحد أو أصحاب الإعاقة الذهنية تسبب السمنة المفرطة وتمنحهم شهية كبيرة للأكل. وقالت ان لديهم ملف طفل من «حي التضامن» تجاوز وزنه الـ130 كلغ وهو يشكو من إعاقة ذهنية، واضافت السيدة بلسم ان والد هذا الطفل توفي تاركا في كفالة امه طفلين معوقين وان الوزن الزائد لأحد الأطفال تسبب في إصابة العمود الفقري للأم وهي الآن تخضع للعلاج لأنها تضطر إلى حمله ونقله .
وأكدت السيدة «زمنطر» ان الظاهرة الملفتة للإنتباه اليوم هي انتشار السمنة في صفوف الشباب وذلك بسبب العادات الغذائية والأكلات السريعة وقلة الحركة ،معتبرة ان الفقر يؤدي أيضا الى السمنة لأن بعض الأسر تعجز عن إقتناء الغلال والخضر وتكون أغلب الأطباق من المعجنات كـ «الكسكسي» و»المقرونة».
وأشارت «زمنطر» الى ان نسبة النساء المصابات بالسمنة أعلى بكثير من الرجال وأرجعت ذلك إلى عزوف المرأة عن ممارسة الرياضة والنشاط معتبرة ان الرجل يتحرك أكثر .
الإستنجاد بناقلة قمح؟
وكشفت مرشدة إجتماعية تابعة لوزارة الصحة لـ»التونسية» انها تابعت ملف شاب من جهة «فوشانة» توفي هو الآخر جراء السمنة عن سن تناهز ال 27 سنة، مضيفة ان وزنه كان في حدود 300 كلغ وقالت إن حالته عرضت في أحد البرامج التلفزية وتم إجراء عملية جراحية له لاحقا رغم نصيحة بعض الأطباء الذين حذروه من القيام بعملية جراحية لأن وضعه الصحي لا يحتمل خضوعه للجراحة وهوما حصل فقد توفي اثناء العملية الجراحية.
وقالت محدثتنا انها تابعت ملف إحدى السيدات من جهة «زغوان» عمرها 35 سنة لا تزال على قيد الحياة ووزنها ضخم جدا وهو في حدود 500 كلغ مشيرة الى انه تم مرة الإستنجاد بناقلة قمح لنقلها الى المستشفى لأن السيارة أوالشاحنة العادية لا تتسع لها .
النساء في الصدارة ؟
من جانبه قال «الطاهر الغربي» أخصائي من معهد التغذية، ان عديد الدراسات أجريت في تونس على مرض السمنة، وبينت ان هذا المرض منتشر لدى العديد من الشرائح العمرية كالأطفال والمراهقين والكهول،مضيفا ان النسبة الأكبر من المصابين هي في صفوف النساء حيث تصل حاليا إلى 30 بالمائة في حين كانت في حدود 22,7 بالمائة بين سنتي 1996 و1997 .
وبيّن «الغربي» ان السلوك الغذائي والعادات الغذائية تعتبر من الأسباب الرئيسية والحاسمة في موضوع السمنة، بالإضافة الى قلة الحركة والنشاط الذي يكاد يكون مفقودا لدى عديد الفئات مضيفا ان الأكل في كل الأوقات وحتى في حالات عدم الجوع يؤدي الى السمنة ، بالإضافة الى الضغط النفسي و«الستراس» الذي قد يؤدي الى السمنة مشيرا الى ان بعض الحالات لا تتأثر بهذين العاملين والى ان النتيجة قد تكون عكسية معتبرا ان الأكلات السريعة والخفيفة والتي يقبل عليها كثيرا التونسي غنية بالدهنيات والسكريات والأملاح مشيرا إلى ان الأطفال وبسبب «اللمجات» غير الصحية وقلة إستهلاكهم للخضر والغلال والتي تلعب دورا هاما في تعديل الوزن أصبحوا معرضين اكثر من ذي قبل للسمنة ،مؤكدا ان إستهلاك التونسي للماء لا يعتبر كافيا.
ونفى «الغربي» ان يكون تدهور القدرة الشرائية وراء زيادة الوزن،معتبرا أن بعض الأكلات الرخيصة أنفع بكثير من الأكلات الباهظة من ذلك ان «السردينة» أفضل من «الكروفات رويال» و «البيضة» قد تعوض 100 غ من اللحوم الحمراء،مؤكدا ان الإختيارات الغذائية هي التي تحدد تعرضنا للسمنة من عدمه.
وقال «الغربي» ان الأمراض التي تسببها السمنة المفرطة تعد سببا من أسباب الوفايات لأنها كثيرا ما تتسبب في ضيق التنفس والموت الفجئي .
وأكدّ ان المنظمة العالمية للصحة تعتبر مرض السمنة أرضية خصبة لعديد الأمراض كالسكري صنف 2 وضغط الدم وإرتفاع نسبة «الكولسترول» وأمراض القلب وتصلب الشرايين وان كل جهاز في الجسم قد يصبح مهددا جراء السمنة
Share this video :

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

 
Copyright © 2013. tounsi news - All Rights Reserved reguigui marwen
powered by reguigui marwen
Référencer un site internet
Annuaire seo